يوم التوحد
بسم الله الواحد الأحد
الفرد الصمد
رفع السماء بلا عمد
وخلق الأشياء بلا عدد
وصلي اللهم على صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها القادمون من كل أنحاء البلاد كرذاذ يرطب تربة الحنايا واللقاء ..
كالأقمار أنتم نورتم وجودنا فأهلا بكم وسهلا ومرحبا ..
هناك منزويا في عالمه اللؤلؤي بعيدا عنا ..
بل قريبا منا ..
منهمكا في أفكاره الفضية ..
لا يلتفت إلى ثرثرات الحديث ..
فله حديثه الخاص .. لا تدركه عقولنا ..
نلوح له من بعيد .. فلا يلتفت إلينا ..
ننظر إلى عينيه .. فلا يعيرنا اهتماما ..
يلوح بيديه تكرارا .. فلا ندري
إنه غائص في بحره يلتقط الجواهر التي لا ندركها.
يا ليته يخبرنا عن الأسرار ..
يا ليتنا نفهم ولا نفهم ..
لابد أن لك فكرك الوحيد ، وعقلك الفريد أيها الغائب في ملكوت ذاتك ..
علمنا أيها الصغير ..
علمنا ما عجزنا عن إدراكه ..
هو ذاك ..
هو ذلك الطفل الذي سميناه طفلا توحديا ..
وما يدرينا .. فلعله توحديا يكشف لنا عن إبداع الخالق في صنعه ..
فنشكره على ما وهب وأعطى ..
يطيب لنا حضوركم جميعا لنتحدث اليوم ونتناقش .. عن طيف التوحد ..
مع خبراء في هذا المجال ..
نتحدث بإسهاب عن كل المعاني ..
لنفهم أكثر ونتعمق ..
فكلنا يدرك ما للتوحد من أثر كبير في حياة الأسرة والمجتمع .. وما يحتاجه الطفل من رعاية خاصة واهتمام مضاعف وكبير ..
إنه يتحتم علينا أن نبذل جهدا كبيرا من أجل هذا الطفل .. ليأخذ حقه من الطفولة البريئة ..
ليعيش كأقرانه من الأطفال ..
ليذوب في نسيج المجتمع ..
وهذا لا يكون إلا بالعمل الدؤوب .. والتعاون الدائم .. وتوحيد الجهود .. والإكتشاف المبكر وإيجاد أقصى درجات الإهتمام ..
لابد لنا أن نرسم مستقبلا تلونه ورود التفائل ..
لا بد لنا أن نعمل أكثر .. ونجتهد بجهد أكبر ..
ومثل هذه ورشات العمل دليل على أننا ندرك أهمية الأمر وضرورته ..
وندرك ما يحتاجه طفل التوحد من رعاية مضاعفة وكبيرة جدا ..
أتمنى أن يكون هذا اليوم مميزا ولابد أن يكون كذلك بوجودكم جميعا ...
إننا نعمل من أجلك أيها الصغير ..
إنك كالزهرة الندية ..
نرعاها فيبللها الندى فتشرق أكثر عندما تداعبها خيوط الشمس كل صباح ..
بل أنت الصباح .،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته