top of page

بسم الله ... من هو أهل المجد والعز والغنى

بسم الله ... من هو أهل الحمد والمدح والثنا

بسم الله ... من سخر الأشياء في الأرض والسما

 ومن كان بالمخلوق أحفى وأرحما

 ومن بسط النعماء مناً وتمما

 

نَحمده حمد من وقر الإيمان في قلبه فآمن بقول ربه : " شهر رمضان الـذي  أنزل فيه القرآن هدى وبينات من الهدى والفرقان " 

 

برحمته أشرقت النفوس بالإيمان ...

وبحكمته اطمأنت القلوب بالقرآن ...

وبكرمه ارتقت الأرواح بشهر رمضان ...

 

والصلاة والسلام عليك يا سيدي 

 يا مصطفى الله يا مختار نظرته

يا أصل ما أظهر الإبداع من فطر

يا رحمة الله يا مبعوث رأفته

يا مظهر اللطف في الأرواح والصور 

يا آخر الرسل لا تأخير مرتبة  

وإنما السر مطوي عن الفكر

 

ما أروع هـذ ا المساء الجميل ... ما أروع هـذ ه النجوم المعلقة في الفضاء الرحب تداعب خيوط الليل لتسقيه ضياء وبهاء ليمتص من لمعانها أريحية تسري إلى النفوس فتكسوها خشوعا وسكينة... 

ما أروع هـذ ا الحضور الـذ ي أقبل يزكي النسمات بالهمسات العـذ بة فتطير إليها الأرواح إلى عالم الصفاء والنقاء .

وهل رأيتمو القلب ؟!! هل رأيتموه ؟!

هاهو يتقدم في موكب فيه تلاقت أرواح متآلفة ونفوس متعارفة لينثر لكم زهور التحية المعطرة بأريج الإخلاص ويهديكم لآلئا شـذ ية بمشاعر السعادة ...

 

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

مرحبا بكن أيتها الأمهات  ...  أهلا بكن أيتها المعلمات ...

أهلا و سهلاً بكن أيتها الأخوات ...

وأسعد الله مسائكن أيتها الحاضرات ...

 

مرحبا أهلا وسهلا        بالضيوف الأكرمين

مرحبا جئتم إلينا          يا جموع الحاضرين

هكذ ا الأنوار حلت          يا أعز القادمين

 

هـذه هي مدرسة حيل العوامر للتعليم الأساسي تقدم اليوم لكن أمسيتها الرمضانية في هـذ ه الليلة البهية وفي هــذ ه اللحظات المفعمة بالنفحات الربانية ... والمزدهرة بالمشاعر الإيمانية ... إنها مشاعر الصيام .. فهيا ... هيا نرشف من رحيق الليل سكونه الآمن ونقطف من أزهار نقاءه الجميل ...

هيا نشعل مصابيح السكينة ونرحل إلى عالم الطهر والنقاء بعدما نطمئن أن أرواحنا تآلفت في سفينة الخشوع التي تسقيها الكواكب من أنوارها الدرية حتى نحس بروحانية كبيرة تلف قلوبنا بحضن حنون وتسبح نفوسنا لتلاقي لآلئها اللامعة فتفجر ظلام الليل بإشراقة  بديعة ...    

 

لم لا ؟!!! لم لا ونحن نعيش جواً رمضانيا بديعا ؟!!!

فيه تتألق القلوب بالإيمان وتتعلق النفوس بالقرآن ...

في مدرسة الصيام نتعلم دروسا بها ندرك ما معنى الحياة الحقيقية ونحس بلذ ة السعادة التي يبحث عنها الكثير فيخطؤوها ...

من مدرسة الصيام يتخرج الإنسان ...

 عفواً ... يتخرج المؤمن المخبت المخلص  من الآدمية إلى الملائكية فترقى نفسه وتنقى روحه فيسموا إلى أنوار المحبة الإلهية ويعيش كل حياته لله حتى إ ذا ما حان الموعد فُتح له الباب وقيل له مع من كان مثله " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " 

ننصت الآن خاشعين لآيات من الذكر الحكيم تتلوها الطالبة : 

بعد التلاوة

صدق الله العظيم ...اللهم ارزقنا بكل حرف من القرآن حلاوة وارزقنا بكل جزء من القرآن جزاءا ... اللهم ارزقنا به  إيماناً وإخلاصاً وتقوى .

يا أيتها النفوس المسافرة اقبلي إلينا...

يا أيتها القلوب السائرة حطي رحالك عندنا ...

ها نحن ندعوك إلى أمسيتنا لتستريحي من عناء سفرك الطويل ...

ألم يرهقك الرحيل في مملكة الحياة ؟

تعالي إلينا ... هلمي  وانزلي في هـذ ا الصرح العلمي المشرق ...

تعالي تزودي من أنوار العلم ... تعالي ارشفي من بحور المعرفة رحيقا رقراقا ... واشربي من أنهار أمسيتنا كؤوسا دهاقا ... تعالي أيتها النفوس ... توقفي لتمتلئين إيمانا وإشراقا ... وانزلي فقد اشتقنا لأن نجتمع ونتلاقى ...

 

يا أيتها الأرواح البعيدة اقتربي ... أيتها الجموع تعالي ... أيتها الكائنات اقبلي ...

أيتها العصافير المغردة توقفي واستمعي اليوم تغريدنا ...

أيتها البلابل استيقظي واشهدي اليوم صداحنا ...

 

هلموا من كل صوب ... وتعالوا من كل مكان... واجتمعوا ...

واشهدوا لنا عند الله ... لقد جئنا نعبد الله ولا سواه ... جئنا نخلص له ونتوجه إليه ...جئنا نرفع أكفنا لبارينا لتملأ هداية وتوفيقا ... 

لبيك إلهنا ما أعدلك ... أنت مليك كل من ملك ... لبيك قد لبيت لك ... لبيك إن الحمد لك ... والملك لا شريك لك ...

 

 

هيا الآن نزيح الستار عن هـذا المشهد ... ليس مشهدا فكاهيا ولا تمثيليا مسليا ... لكنه مشهد حقيقي مؤلم يجري في مسرح الحياة الاجتماعية ... 

هاهو المشهد فاسمعن أناته وتابعن أحداثَه ...

 

تنطلق من فمه سهام مشتعلة ... تتجه نحو الأم ... تحيط بقلبها المتفجر حنانا ثم تخترقه بقوة فتتركه يحترق ...

تهتز عواطفها ... تتألم ... تصبر ... ثم تحاول النسيان ...

إنه العقوق ... عقوق الوالدين الـذَين بـذلا مهجتيهما من أجل أولادهما ... ظنا أنهم إشراقةُ الحياة ومنبع السعادة ثم   هم يخلفون الظنون ... 

إنه العقوق ... عقوق الوالدين الـذَين أشعلا شمعة قلبيهما لتنير لأولادهما دروب الأمان وسبل السلام ثم أسفاه ... هم يخلفون الظنون ...

إنه العقوق ... عقوق الوالدين الـذين يملكان سلاحا فتاكا لو انطلق لدمر الأولاد وأصبحت حياتهم ...

عـذرا ... لن تصبح لهم حياة ... إنه سلاح الدعاء والتضرع إلى الله ... ذلك السلاح الذي يملكه الوالدان إذا ما وقعا تحت ظلم الولد فأخرجاه لملك السهم قصده وأصاب الهدف مرماه ...

عرض ضوئي    " عقوق الوالدين"

 

 

 

دعوها تروي قصتها ... دعوها تعبر عن مكنونات شعورها ... دعوها تنشد أساها بلحن الجراح ...   

نفس باكية تتلألأ قطرات الدموع الحارة في مقلتيها لتجرف سهام الحزن إلى القلب فكانت كل نبضة فيه تبعث رسالة أسى تبثها في الصدر الـذي تشتعل فيه نيران الحسرة فيعانق اللهب هضاب الحنجرة التي تحترق معلنة وقوع مأساة التي سرعان ما تلتقطها حشرجة الصوت فتنبئ عن حدوث مصيبة ...

حقا إنها مصيبة ... وهل هناك أكثر أسى وأكبر حزن من أن يفقد الإنسان فلـذات كبده فيفرق الزمن بينه وبينهم ويوصد أمامه أبوابا ترديه سجينا في زنزانة الحزن العميق والهم المزمجر ...

فدعونا الآن نعيش مع ذكريات أب انبرى يروي قصته ويسطر شكواه بدماء الألم ودموع الحسرة .

نشيد   " مبحر في ذكرياتي "

 

 

أيتها الحاضرات الكريمات ...

يا مَن أتحفن أمسيتنا بالضياء والنور ، وملأن صدورنا بالسعادة والحبور ... شكرا لكن على الحضور ...

منـذ أن بدأ رمضان ونحن نسمع كثيرا عن الفائزين ... كل يوم نرى ونقرأ : العرض مغري والفرصة ثمينة والوقت محدود فسارعوا وكونوا من الرابحين ... 

فيا ترى من الفائز في رمضان ؟؟؟

هل أولئك الذين حازوا على الجوائز في المسابقات ؟؟؟

أم أولئك الـذين ظفروا بالهدايا القيمات ؟؟؟

أم هم الـذين حالفهم الحظ  في العروض والدعايات ؟؟؟

أم من هم يا ترى ؟؟؟

 

لا داعي للشك والارتياب ، والتساؤل بحيرة واستغراب فعندنا اليوم في أمسيتنا الأستاذة :  

  وسوف تجلي لأفهامنا كل صواب وعندها حسن الجواب ...

فأخبرينا عن الفائزين في رمضان ...

ما صفاتهم وماذا فعلوا ؟؟؟

وكيف يمكن أن نكون من الـذين فازوا وربحوا ؟؟ 

وهل لا زالت الفرصة ممكنة ؟؟؟

تفضلي مشكورة مأجورة ...

محاضرة   " كيف نفوز في رمضان ؟؟؟"

 

 

ذلك هو الفوز والفلاح ... ذلك هو الربح والنجاح ... وأولئك هم الفائزون ...

جدوا إلى الباقيات الصالحات  فلم

 يفتهم في التقى سر وإعلان

سبق إلى الخير عن جد وعن كيس

 دانوا  النفوس فعزت حيثما دانوا

لله ما جمعوا  لله ما تركوا

لله إن قربوا لله إن بانوا

تراهم في ضمير الليل صيرهم

مثل الخيالات تسبيح وقرآن

فاز المخفون  من دار الغرور فلا

 خوف عليهم ولا بالقوم أحزان

 

نعم ... لقد جدوا واجتهدوا فربحوا وفازوا لكن من أطلق لنفسه العنان وجرى خلف الشيطان فليس له إلا الخسران 

فعذرا  رمضان ...

عـذرا من نفوس  حرفت وجهتها وآثرت شهوتها وانهمكت في سكرتها...

عـذرا رمضان ... 

 عـذرا وأسفا على من مرت عليه الليالي والأيام ولم يكن له حظ منها إلا الجوع والعطش ... وعلى من خسر اللحظات  وفقد الدقائق والأنفاس فلم يشعر بلـذة النفحات ... 

عـذرا رمضان ...

"عـذرا رمضان " عرض ضوئي نقدمه لكم عسى أن يضيء النفوس فيوقظها وينير القلوب فيترك أثره فيها فتتجه إلى باريها وتستغل ما تبقى من أيام رمضان ولياليها ..

 عرض ضوئي  " عـذرا رمضان "

 

عندما تتلبد نفسك بغيوم كثيفة وتبدأ سحابات المآسي تساقط عليك قطرات الحزن فابتسمي وقولي :  يا الله 

عندما تعصف بك رياح المصائب فتهتز أنفاسك مطلقة زفرات الأنين وتوشك روحك على السقوط في متاهات الأسى فارسمي على صفحات وجهك ابتسامة عريضة وقولي  : يا الله

عندما ينقلب قاربك الصغير في بحر الحياة فتصارعين أمواج الألم تحاول إغراقك  .. لا تبكي .. ارمي ببصرك نحو السماء ثم ابتسمي في الفضاء الرحب وقولي  : يا الله 

ذلك لأن الإبتسامة هي قطرة الأمل التي إذا ما تسربت إلى القلب بعثها إلى شرايينك لتعيد  لك    روعة الحياة ...

ابحثي عن الفكاهة التي تقدم لك  شرابا منعشا حتى يفرح عقلك فيحبك من قلبه ...

لا بأس أن تلبسي أثواب المرح كي تتمكن الحياة من التقاط صورة لك وأنت تضحكين فتحفظها في قاموس عمرك ...

 

عندك الآن فرصة لتمرين عضلات وجهك ... أسعدي شفتيك وبددي ما تبقى في نفسك من هموم ... وانثريها في هذه اللحظات لتذروها نسمات السعادة وهي تداعب محياك ... 

نتمنى لكن الآن قضاء وقت ممتع مع مسرحية شيقة مفيدة ...

 "  المسـرحية  "

 

أيتها الجموع الحاضرة ...

 حملتكم قلوبكم إلينا حبا وإيمانا وأقبلتم نحونا وفاء وإخلاصا فأبتم نفوسنا إلا أن تشاركونا تقديم فقراتنا فبكم تكتمل وبعونكم تتم ...

إنها المسابقة الثقافية التي تتيح للعقول فرصة الظهور والتفكير فاكشفوا أستار الذاكرة حتى تتمكن من أن تفيض بمكنوناتها فتهيئك للفوز ..

" المسابقة الثقافية "

 

 

أتمرح إن شاهت نعشا لهالك

إليك  أكف الحاملين تشير

ستركب ذاك المركب الوعر ساعة

 إلى حيث سار الأولون تسير

نقي من غبار الأرض بيض ثيابنا

وتلك رفات الهالكين تطير

لي الويل هلا أرعوي عن مهالكي

أما في المنايا واعظ ونـذير

أما في عويل النائحات مذكر

 أم النوح حولي والبكاء صفير

 

يا أيها الإنسان مهلا ... مهلا ...

ماذا تريد من الدنيا تعانيها

 أما ترى كيف تفنيها عواديها ؟؟؟

أراك تعيش كأنك مخلد فيها، غرك طول الأمل ورسمت الأماني وزخرفتها  ، ألم تدر أنك توشك على الرحيل ؟ والمنية ستنشب أظفارها في روحك .. تـذ كر يوم يعرق الجبين ويعلو الأنين وييأس منك الطبيب ويبكي عليك الحبيب وتفترش التراب ويودعك الأهل والصحاب وتودع وحيدا ... 

 وحيدا في القبر وظلمته وهوله وشدته ... 

عش ما تشاء وراقب فجعة الأجل

سينقضي العمر في بطء وفي عجل

 

نقدم الآن للقلوب هدية بها ستخشع والنفوس لها ستسمع ... 

إنه عرض ضوئي " قبورنا تبنا "  يسري مع روحانية الليل المعطر بالنفحات الرمضانية فلنفتح  له أبواب القلوب ...

 

عرض ضوئي  " قبورنا تبنا " 

 

وقف الحنين مودعا والشوق أضناه الأسى ... يشكوا الفراق ويبثنا الآلام ويصوغ ألحان البعاد قصائدا تأخـذ بمجامع كل قلب وتغرق الأحداق وتقتل من فرط الحنين نفوسا هاجها البعد والفراق ...

ماذا نقول وقد ركبنا للمطايا ظهورها وكل منا أعد زادا لنية الإقفال ؟ 

ألا طاب المقام بين أهل الكرم ولكن للمكث أمد والمرء في الدنيا جوال ورحال ... فشكرا لكم  شكرا تخفق به جوانحنا وتنثره نديا كماء المزن على الأرجاء هطل ... 

 

نبعث رسالة شكر إلى كل من شاركنا أمسيتنا ونتمنى له الأجر والثواب ...

نقدم باقات تقدير وإجلال إلى كل من وهبنا أفكارا بديعة ... أو بذل جهده بأعمال رفيعة ... أو أخرج من نفسه أقوالا بليغة ... فكانت أمسيتنا كما شهدت قلوبكم واستمتعت نفوسكم وهنأت أرواحكم ... ونسأل الله القبول فهو خير مسؤول .

ثم لا ننسى أن ننشر أزاهير حبنا وورود ودنا وثنائنا لكل من أقبل إلينا وحضر ... فبالحضور اكتملت السعادة وعم النور ... وتمت البهجة وازدان السرور فبدا الكل بفرحة وحبور .

شكرا لكن على الاجتماع وشكرا لكن على الاستماع وعسى أن يوفقنا الله للسمو والارتفاع .

 

آه لرمضان ... فقد هيم نفسي وهيم قلبي ... تلاقينا وكأنها لحظات ... وتناجينا وكأنها همسات ... فمن منا لا تؤلمه ساعة الفراق ... ومن منا يحتمل لحظات العناق ... 

رمضان أيها الحبيب ترفق ... دموع المحبين تدفق ... قلوبهم من ألم الفراق تشقق ... 

بالأمس كنا نـذرف دموع الفرح لاستقباله وهاهي الأيام ولت وانقضت وبدا يتقارب رحيل هلاله ... فاللهم تقبل .

 

لبيك إلهنا نحمدك حمدا طيبا جلال مباركا ...

الحمد لله حمدا ظاهرا أبدا باقيا...

الحمد لله إيمانا وإقرارا وعرفانا ...

 

اللهم يا تواب يارحيم ، يا غفور يا حليم ،  يا رؤوف يا بديع يا بصير نسألك أن تبارك لنا في شهر رمضان وأن تعيننا فيه على الصلاة والصيام والقيام ...

اللهم اعتقنا من لفحات النيران وامنن علينا بالتوبة والغفران ...

اللهم أنظمنا في سلك الفائزين برضوانك ، واجعلنا من المتقين الـذ ين أعددت لهم فسيح جناتك وأدخلنا برحمتك في دار أمانك ...

اللهم يا مجيب الدعوات ... يا راحم العبرات ... يا مقيل العثرات ...

اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا  وما أسرفنا وما  أنت أعلم به منا

 يا رحيم يا كريم .

وصلي اللهم  وسلم على سيدنامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... 

bottom of page