top of page
كلمة الخريجين " رِسَاْلَةٌ بِمِدَاْدِ الْرُوْح"
  في حفل تخريج الدفعة السادسة من أطباء المجلس العماني للإختصاصات الطبية ٢٠١٥

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 أحمد الله حمد من وقر الإيمان في قلبه فآمن بقول ربه " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الالباب" 

وأصلي وأسلم على معلم البشرية الذي بعثه الله إلى أمة العرب فحولهم بالعلم من ‏رعاة ‏للغنم إلى قادة للأمم عليه وعلى آله أفضل صلاة وأزكى تسليم.

 

 

‏معالي: ........................... ‏الموقر

 

 

‏سعادة الدكتور .............. ‏الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية 

أصحاب السعادة ..

‏أعضاء الهيئة التدريسية ..

‏أيها الخريجون والخرجات ..

 أيها الضيوف الكرام ..

 

 من زوايا القلب وخلاياه، ومن مكنونات الفكر وخباياه، اشرقت ابتسامة في محيا الخريجين والخريجات لتقول لكم جميعا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

ماذا يمكن لخريج أن يكتب في يوم تخرجه المنتظر؟ وكيف يروي أفكاره الممتزجة بفرح وسرور وفخر؟

 كيف يمكنني أن انقل لكم ما تكنه قلوب زملائي الخريجين والخريجات من مشاعر مزدحمة كازدحام نجوم هذا المساء المنتشرة في الفضاء الفسيح كقناديل معلقة والتي تشهد اليوم تخريج الدفعة السادسة من الأطباء ‏المتخصصين؟

 

 أيها القائمون على المجلس العماني للاختصاصات الطبية:

 

 إن دقائق أوقاتكم الثمينة التي تعملون فيها بكل إخلاص من أجل تطوير التدريب والرقي به إلى أعلى المستويات، تجدون نتائجها اليوم.

 وإن بذرات الجهد المتواصل التي تغرسونها في تربة خصبة لتعليم وتدريب اطباء قادرين على تحمل المسؤولية الطبية، تجدون ثمارها اليوم بعد أن أوليتم هذه النخبة من الأطباء كل رعاية واهتمام.

إن التعليم  الطبي والتدريب يحتاج إلى جهد مضاعف في الجانب النظري والعملي ‏ولقد كانت ألوان التدريب المقدمة من المجلس عوامل بناء متينة ساهمت جميعها في تخريج طبيب متدرب حاذق،  فهنيئا لكم حصاد جهودكم المضنية وبورك سعيكم الدؤوب.

 

اعضاء الهيئة التدريبية في مختلف المستشفيات ومراكز التدريب:

 

 تعلمنا منذ ‏أن كنا صغارا أن " العلم نور" فلم تكد تخلوا زاوية من زوايا المدرسة من لوحة كتبت عليها هاتين الكلمتين، وربما حينها لم نكن نفقه منها إلا حروفها نتهجاها: عين ولام وميم ، نون و واو وراء.

وكبرنا وما زالت الحروف هي الحروف نحفظها كما نحفظ أسماءنا الثلاثية.

 إنني لا أبالغ إن قلت أن النور المقرون  بالعلم هو أنتم ! أنتم يامن أنرتم دروبنا فمضينا نبصر الطريق.

 شكرا لكم  يا من أخذتم بأيدينا فيممنا شطر العلم. 

ولأن الطب علم عملي،  لم تكن تغنينا عنكم مصنفات الكتب ولا مواقع البحث ولا حتى جديد الدراسات، فكانت خبرتكم العملية الواسعة مصدرنا الأول في اكتساب المهارات العملية في كل تخصص،  فكنتم كسحابة أمطرت،  فأروت،  فأزهرت،  وها هو شذاها ينتشر عبيره فواحا في هذا الحفل البهيج،  فلكم منا كل التقدير.

 

‏أيها الخريجون والخريجات:

 

أعييتم قلمي وقلبت أوراقي مرارا ..

ماذا أكتب لكم وقلوبكم من كتبت هذه الكلمة؟

 تحت سقف السماء ..

 مستنيرا بنور البدر..

 كتبت إليكم رسالتي بمداد الروح،  أقول فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم 

أيها المتوشحون بوشاح التميز والفخار..

 أيها الأطباء في كل تخصص ..

 أنتم الروح  مع كل همسة روح ..

وأنتم القلب مع كل نبضة قلب ..

‏إن قدركم عند الله كبير "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "

اخترتم طريقا صعبا لا يسلكه إلا العظماء، و أردتم أن تتعاملوا مع أعظم سر من أسرار الحياة .. إنها الروح.

فكانت رحلتكم شاقة طويلة ولا تزال.

 إن عزيمتكم في طريق التخصص مع ما رافق ذلك من صعوبات وتحديات،  إنما يعكس مدى علو الهمة التي أعلتكم فوصلتم.

لا تزال آثار التعب بادية على وجوه البعض  بعد مناوبة طويلة أو سهر لبحث مضني أو ‏انهماك لتقصي معلومة طبية من أجل علاج مريض ..

 هذا هو طريق الإخلاص الذي أقسمتم عليه في القسم الطبي قبل بضع سنين ..

 

‏أيها الأطباء:

 إن دمعة الألم التي تمسحونها ثم تتحول إلى دمعة فرح، لن تنمحي من ذاكرة متألم، إجلالا لكم.

‏إن لواعج هم المريض التي أهمتكم فانفرجت،  ستظل مكتوبة لكم.

 إن البسمة التي ترسمونها في خد متوجع، ستبتسم لكم .

إن حاجة المريض التي تسهرون عليها لتنقضي، سوف لا تنقضي من صحائفكم.

إن الليل الطويل الذي أرهق أجسادكم من أجل مرضاكم، سيظل فجرا منيرا في آفاق الكون.

‏أيها الزملاء:

 أتممتم مرحلة مهمة في التخصص ولكن مهمتكم لم تنته بعد فلا تتوقفوا.

 إن بلادكم في حاجة لكم والمجتمع ينتظركم لتعودوا بأرقى الخبرات والشهادات.

 

‏صافحوا أكف الشمس وانطلقوا سابقوا الريح إلى مزيد من التخصص في مختلف دول العالم المعروفة ببرامجها الطبية الراقية فالطريق مفتوح أمامكم من كل الجهات.

 

‏أيها الأطباء:

إن الحديث معكم لا تتسع له حروف الهجاء ولا حركات التنوين ولا شتى المعاني في قواميس اللغة ولكني أذكركم في نهاية هذه الكلمات:

‏أن الطفل الذي يؤتى به إليكم باكيا، شاحبا،  ثم يعود بعد علاجكم ضاحكا لاعبا، كافٍ  ليشعركم أن ما تقدمونه للإنسانية هو ماء الحياة،  بإذن الإله.

 

‏أيها الحفل الكريم:

 في ختام هذه الكلمة أشكركم جميعا شكرا يفوق عدد نبضات قلوبكم 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مارس ٢٠١٥

bottom of page