سَيَكْتُبُ التارِيْخ
سيف اولادثاني
على مرّ الزمان تنشب الحروب بين هذا وذاك ويصبح الابرياء قربانا لها.
يموت الأطفال مرضاً وجوعاً وبؤساً، وينزحُ الناسُ جماعات وفرادى خوفاً وهلعاً، ويفرون من الموت إلى الموت. يُقتلُ الجائعُ وهو يبحث عن كسرة خبز، ويُقصفُ المريض ليعالج بالموت.
لا يأبه الإنسان بمحبرة التاريخ الذي يدون في صفحاته ما اقترفت يد كل من أضر بالإنسانية ، الذي سيكتب الموت والألم والمعاناة والفقر والجوع والمرض والبؤس تاريخا مقرونا بمن تسبب فيه وسيبقى محفوظا في كل مكتبات العالم حتى تدرسه الأجيال القادمة.
وسيكتبُ التاريخُ أنّكَ مَيِّتٌ
أَمّا الذين قَتَلْتَهُم أَحْيَاءُ
وسيذكرُ الأطفالُ إذ يتمتَهُم
ُأَو أعْوَزَتْهُم خُبْزَة ٌُأو ماء
وسيذكرونكَ حِينما شرَّدْتَهُم
ُخَوفاً فَضَاقَتْ أرضُهُم وسَماء
وسَيكتبُ التاريخُ أنك مجرمٌ
وكأنّ قَصْركَ كلُه أشلاءُ
وبأنّ مُلكَكَ خِنْجَرٌ مَسْمُومَةٌ
سَالَتْ بِهَا عِنْدَ الظلامِ دِمَاءُ
ِمَهْلاً! تُحَارِبُ مَنْ يموتُ بجوعه
وكأنما جُوعُ الفقيرِ عِداءُ
مهلاً! تقاتلُ مَن يأِنُّ من الضنى
وكأنما ريبُ المنونِ دواءُ
مهلا! أَتَقْصِفُ منزلاً متهاويا
فترَمَّلَتْ تَحتَ الترابِ نساءُ
عَبثاً تُلَمْلِمُ ثَوْبَها مَكْشوفةً
أوَ ما يهزكَ كالنساءِ حياءُ
أوَ ما تَهزكَ دمعةٌ مسلوبةٌ
يا ليت للدمعِ الجفيفِ رَوَاءُ
أشكوا إلى الفاروقِ يسري ليلةً
لِيَرَى الحْصَى المغليَّ وهو غذاءُ
ويَرى الطفولةَ تَسْتَغِيثُ بأمِّها
ويرى المجاعةَ والأنين عَنَاءُ
تنسَلُّ رُعْبَاً في الظلامِ وتختبي
خوفَ القنابلِ والزفيرُ بُكاءُ
عُمَرٌ أتنسانا ! فننعى طفلةً
إن عانقَ الجسدَ النحيلَ فناءُ
كتبت يدُ التاريخِ نكبةَ أمةٍ
هَدْمٌ وسَقْمٌ والبلاءُ بلاءُ
مَرحَى مَلَكْتُم نَقْمَةً عُنوانُها
بُؤسٌ وَنَحْسٌ والحياةُ شقاءُ
كُتِبَت لِيُرْوَى أنكم أعوانُها
ُفَتَدّوَنَت فِي سَطْرِهَا الاسماء
مارس ٢٠٢١