top of page

بَيْنَ النُورِ وَالنَار

 

* من أشد عقوبات المعاصي ، الحرمان من الطاعة .

* المعصية قد تكون نارا وقد تكون نورا ..

قد تحرق القلب حتى تجف منه مياه الحياة ولا يبق إلا رمادا يذروه الهوى والشيطان وقد توقظ النفس وتهز القلب لينتفض فيبدأ حياة الإيمان.

* وإن كنت مؤمنا قد يصيد الشيطان نفسك يوما في شباكه وتبقى في سجنه تعتصر الألم وتكويك شهبا تحرق فؤادك ..

لا تيأس .. بإمكانك أن تخرج بعد أن تذيب أعمدة الزنزانة بأنوار ذكر الله .. ألم يقل : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفرو لذنوبهم ... ) 

* وإن كانت الدنيا مستوية فحياة الإيمان ليست كذلك ... إنها سلم ارتقاء نحو النقاء ..

 

* نظرت إلى المعصية .. فكرت فيها .. أيقنت أنها شعار الذل الذي يرسمه الشيطان في القلب .. إن استقر مكانه سيتحول إلى سيل عارم يجرف كل شجرات الإيمان فتتحول النفس إلى أرض قاحلة ..

 

*نظرت إلى الطاعة .. فكرت فيها ..أيقنت أنها راية النصر المتأصلة جذورها في أعماق القلب تمده بالأنوار .. يتقاطر منها الشهد الذي يروي تربة النفس فتتنفس لتحيا حياة الإيمان .

 

* حقاً ليس كل من آمن بالله مؤمن ..

 

* لو كان لك عدو ونشر لك خطط الانتصار عليك وعلمت  بالثغور التي سيدخل منها إلى مملكتك .. ماذا ستفعل ؟؟ هل ستضحك سخرية واستهزاء وتحس أن النصر حليفك ؟؟؟

لقد فعلها إذن .. اسمع : " ... ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ... "

" واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ... "

 

* هناك من يترقى في منارت الشموخ إيمانا وإخلاصا لكنه إن هجمت عليه جنود المعاصي سقط من القمة إلا القاع وقلبه ينزف ... ينزف ...

 

* كلما عالجت قلبك من مرض ازداد نضارة وألقا حتى إذا شفي من جميع الأمراض تحول إلى زجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة ... " شجرة الإيمان " 

 

* كلما أردت النوم وآويت إلى فراشك ثم اطفأت المصابيح وأصبحت وحيدا في غرفتك وظلمتك تذكر أنك يوما ستنام نومة طويلة في غرفة أضيق وظلمة أشد ولن تقوم إلا عندما ينفخ في الصور ... 

        * ننفق الأموال الطائلة لبناء بيوتنا وتزيينها وزخرفتها وتأثيثها ... ترى كم أنفقنا لبناء قصورنا في الجنة ؟!!

        * لا تدع نفسك تتقلب في الورود والرياحين لأنها مع مر الأيام ستجف ثم  تحترق .. 

        * كلما ارتقيت درجة في السلم تذكر أنك إذا سقطت سيكون الجرح أكبر     

 

جمادي الثانية 1426هـ 

يوليو 2005

 

 

bottom of page