بَيَْن الأَمَلِ والأَلَمْ..
أكرر الإبحار بمجاديف الأمل إلى جزيرة أرجو أن تكون لي موطن أنوار..
أسعى أن أرى فيه سكون النفس وطمأنينة القلب وهدأة البال وإشراقة الضمير وانطلاقة الروح..
ولكن لما أن أصل أرى سهاما قد أشرعت تحطم قاربي وتنزف دمائي فأعود أضمد جراحي وألملم بقايا الأخشاب المتناثرة لأصنع بها سلما علني به أرقى وأنقى..
إن من أقسى الأحزان أن تهب قلبك الزجاجي الشفاف من ترجو منه أن يحافظ عليه ويرعاه ويحميه وينقيه ويرقّيه ثم تفاجأ به مدفوناً في حفر الألم مغطىً بتراب الهموم وقد أثقلته صخور القسوة وسُلبت نضارته الفضية فتحمله في حناياك النازفة تنفض عنه الغبار وتسكب عليه من مياه روحك لتعود له معاني الحياة ثم تحيطه بسياج إيماني يحميه ممن يرشقونه بالحجارة لئلا يتكسر ...
ربما يقتحمون السياج يوما أو تعيث فيه ذئاب النفوس المسعورة.. هنا عليك أن تقيم ناطورا يحرسه.. ولن تجد أجدى وأقوى من ناطور التحليق في سماوات الروح ... إن فعلت ذلك ثق أنهم لن يصلوا إليك..
جمادي الثانية 1426
يوليو 2005