top of page

 

العين

 

 العين ... جعلوا لها تخصص مستقل (( طب العيون )) ... ألا تستحق أن نعلي قدرها ونرفع منزلتها فلا ننظر بها ألا إلى ما أحل الله ؟؟؟

 العين ... جعلوا لها عيادة خاصة ( عيادة العيون ) ولكنهم لا يعالجون فيها مرض " زيغ النظرات " لأنه من أمراض القلب ..

 العين لو درست تشريحها المفصل ورأيت روعة التركيب العجيبة وإبداع الخالق في وظائفها الدقيقة وكيف ترى الصور بأشكالها وأحجامها ومختلف ألوانها ...

في الظلام يتسع البؤبؤ وفي النور يقل حجمه ليتحكم في كمية الضوء الداخلة إلى أعماق الشبكية ... وكيف يتغير سمك العدسة لترى الأشياء القريبة والبعيدة وكيف تختلف القزحية من شخص لآخر بل كبصمات الأصابع تختلف تركيبتها الدقيقة بين الناس ... لو عرفت كل ذلك وما لم يذكر أعظم وأعظم ... لما فكرت أن تتبع النظرة النظرة فتلوث الإبداع ... كفاك فخرا أن لك عين ...

 

 العين ... من أمراضها الغريبة .. أن لا يرى المريض الأشياء التي تتحرك ... يراها وهي ساكنة فقط ... تماما كالمتشائم من الحياة لا يراها إلا مصائبا ونكدا فقد عمي عن تقلب الأيام وحركة الدهر ودورة الزمن ...

 

 العين ... من أمراضها أن يرى الرائي نصف الصورة فقط ... هذه كالذي يحكم على الناس رجما بالغيب وليس لديه صورة كاملة عنهم ... هلا عالج بصيرته حتى تكتمل له الصورة ويراهم بحقيقتهم الكاملة ... ربما لم ير إلا الشوك وفي النصف الثاني ألوان من الزهور ...

 

إذا سلطت ضوءا على عين واحدة تأثر البؤبؤ في العين الثانية ... تآلف عجيب واتصال حميم ... ألا نتعلم منها قيمة الأخوة والتعاون والاتصال ووحدة التاثر ؟!!!

 

العين ... من أروع الاتحاد بين العين اليمنى واليسرى أنك ترى الصورة صورة واحدة مع أن لك عينين وكل عين لها مستقبلاتها وأعصابها الخاصة ... يتفقان في العمل والغاية ... وإذا حدث خلل سترى الصورة صورتين وهذا يعيق الرؤية الواضحة ...

هكذا المسلمون مهما تفرقت أشخاصهم وأوطانهم والوانهم ولغاتهم وأصولهم يجمعهم رب واحد وينهلون من نبع واحد وبذلك يتفقون في الرسالة والغاية ... وإن اختلت وحدتهم سيرون الصورة ملايينا من الصور وهذا يعيق النصر المكين ...

 

شوال 1426 هـ

نوفمبر ٢٠٠٥

bottom of page