top of page

أَجْنِحَةْ الشَوْق

 

بعد السحر وبعد أن طوى العابدون موائد المناجاة ...

وبعد أن رفرفت أجنحة الشوق في سماوات العبودية المطلقة ...

وبعد أن حلقت أرواح المحبين إلى مواطن الضراعة ...

وبعد أن حط الفجر رحاله في ساحة الكون ...

سمعت صوت نداء عذب من كل زاوية حولي ..

صوت نداء يتجلجل صادحا الله أكبر ..

ما اروع تلك اللحظات الجليلة ... عندما يرتفع صوت الأذان من كل صوب ومن كل مكان ... والكون في صمت وهدؤ يصغي لهذا الترتيل بخشوع وخضوع وسكينة ...

 

كأني أرى الكلمات تتآلف من كل ناحية وتصعد سابحة في الفضاء بأجنحة الوصال لتؤلف موكبا مهيبا يلفه همس التعظيم لرب الكون العظيم ...

 

الله أكبر .... الله أكبر ... إقرار بالعظمة والكبرياء لخالق الأرض والسماء ...

أشهد أن لا إله إلا الله .... شهادة بالوحدانية االمطلقة والألوهية الثابتة ..

أشهد أن محمدا رسول الله ... شهادة بالرسالة الكريمة لخاتم الأنبياء مخرج الأمة من الظلماء ...

حي على الصلاة ... ما أروعها من دعوة إلى مائدة العابدين وساحة المخلصين فيها يتربى القلب والروح والنفس والضمير ..

حي على الفلاح .... نعم إنها الفلاح والصلاح والرواح والفوز والنصر المكين ...

الله أكبر الله أكبر ... تأكيد الإقرار بالإكبار ...

لا إله إلا الله ..... وتأكيد الإصرار على التوحيد والتمجيد ...

 

جرعة منشطة تحفز القلب وتشجع النفس وتوقظ الضمير وتغذي الروح وتقضي على سموم الهوى وتخفف من وطأة الأمراض ....( الأذان) 

فاتركه يتجلجل في أعماقك ... ردده يوما رافعا صوتك ... صادحا قلبك ... نادي الناس للصلاة أو على الأقل ردده بينك ونفسك وتفكر في كل كلمة وكل حرف وكل نبرة ... لن تجده جرعة منشطة فحسب بل دواء ونور وبيان ...  

 

 ذي القعدة 1426هـ

ديسمير ٢٠٠٥

bottom of page